مدينة الناهلة

The author is a friend of mine. She used to be my next door neighbor before we left to Lebanon. She left to her country- SA - while I was away, they were students.

 I didn't know that my friend was a writer until after she went back to her country and we became FB friends.
She wrote this article yesterday. I found very relevant to me. Here you go, I hope you like it...

داخلي مدينة تعجُّ بالكثير من الهرج والخصام..والمحبَّة والوئام..مدينة لا تهدأ ولا تنام  

فيها بشرٌ كُثر..وناطحات همٌ ووهم..وحدائق فرحٍ وأنهار ابتسام

بداخلي مدينة قديمة لها تأريخ مجيد ..وسيّاح دائمون يزرونها بصيف كل عام ..وآخرون يحبونها وقت الشتاء..ربيعها لاتخطئه العيون ..تتهادى إليه كل طيرٍ من روح..ويهطل من غمامها أوراق آخر الآمال بخريف إصفرَّ من عطاء الحياة..

مدينتي بالليل جدُّ صاخبة..وبالنهار هادئة..وعند المغيب منكسرة ..ومع الشروق متفائلة تساعد على الاستيطان...فكل غريبٍ فيها مألوف وكل عجيب معروف.

يعاني سكّان مدينتي من صعوبات تَفَهُّم فيما بينهم البين...فالكل مخطئ بنظر أحدهم ..وأحدهم عدو الكل إن لم يقنعهم ...

مناخها جاف يهبّ من صحراء القلب شمالاً... فيضمحل مستوى ماء الأنهار و تتشقق من أثرها كل رئةعاقلة مؤمنة بالتنفس والصعداء...

تعقد الجوارح بمدينتي احتفالات عدّة بكل مناسبة لفشلٍ أو نجاح..فهي تجيد الرقص على كل الأنغام ..فالطرب بعرفها يكون لشدة فرح أو من شدة الأحزان...

مدينتي لا تكفُّ عن الصمت والهذيان...وكأنّها غضبُ بركان..أو عنفوان شباب..

مدينتي مستعمرة مغرورة ..مهزومة مفتونة..مجنونةٌ مكسورة..مكابرة طاغية..

الحبُّ فيها هو السلطان..والكره مبحرٌ بلا ربّان..والعشق خطيئة كل زمان..والعفَّةُ تصارع الفتنة..والهدى يبارز الهوى..والحسنة تبكي من السيئة..والعين يصدِّقُها اللسان..

مدينتي مدينةٌ من كل إنسان..ترابها,ماؤها,سماؤها,جدارها,وكل كائن بها....

مدينتي هي صدرٌ مغلق الأبواب لتراها لابد وأن تنزل ستار الأجفان بدون أن تنام..فقط اهدأ وشاهد مسرح الإنسان ومن يسكنه رغبة ورهبة وقضاءاً وقدراً ورفضاً وانتماء وكل عجيب تشيب منه الأقلام.

نهلاء البنيان