Nilly's Diary

Monday, May 16, 2011

Because I believe

We are a nation that is not capable of anything. Even the change that we might think is coming; it came because the people in the other side of the world wanted it to come. I know some or maybe all of you will not agree with me, but this is my opinion…I don’t believe in us!! I found this article very reflective and summative of who we are and what we can do!!

ماذا سيحدث العام 2000؟
إبراهيم جابر إبراهيم

في المدرسة الإعدادية كانت تمرّ على مُعلمينا، مثل كل الناس، ساعات ضجر، فيملأونها ببعض الطرائف والاجتهادات، واستعراض عضلاتهم المعرفية واللغوية، أما بعضهم فكان يحلو له أن يتباهى بمخيلته وقدرته على التوقع، وكان العام 2000 مخبأ في الغيب، كرقم له رهبةٌ وهيبة، وسنة بعيدة لدرجة أن البعض ما كان يتوقع أن يعيش حتى يبلغها، فكان المعلّم يشطح في خياله، ويتوقع ما شاء، جازِماً به، ومُغرقاً في شرح تفاصيله
وهذا يُذكرني بقصّةِ حاكمٍ جائر من عصور الجهل طلب من علماء عصره واحداً يُعلّم حِماره القراءة والكتابة، وكلما تقدم عالم للمَهمّة الجليلة وفشل كان يقطع رأسه، لكن عالماً منهم اهتدى إلى حيلةٍ بارعةٍ للحفاظ على حياته؛ فقال للحاكم أنا أتعهد بأن يصير حمارك أبلغ مني عِلماً بشرط أن تمنحني لذلك عشرين سنةً كاملةً لا تنقص يوماً
وحين استغرب الناس من شَرطِه وهل سيُعلّم الحِمارَ فعلاً في عشرين سنة؟ ضحك وقال: أنا والحاكم بلغنا من العمر عُمراً طويلاً، وفي هذه العشرين سنة سيموت الحاكم أو أموت أنا أو يموتُ الحمار
.. وهكذا كان مُعلّم مدرستي يؤلف قصصاً مثيرةً عمّا سيحدث في العام 2000، لأنه ما كان يتوقع أن أحداً سيبلغ تلك السنة، وسيبحث عنه ويراجعه في توقعاته التي لم تحدث
والطريف هنا تلك المخيلة الفقيرة، والقاصرة، التي كان (يتمتع) بها المعلم، فهو لم يكن يتجاوز الحديث عن الأكل ومزايا السيارات ولوح المدرسة، فقد تنبأ لنا وقتها، وكنا في الحصّة السادسة، وقد أنهكنا الجوع، أن البيوت العام 2000 ستكون فيها صنابير (قالها بالعربية الفصحى ويقصد حنفيات) توصل الأكل للبيوت: تفتح حنفية فتنزل لك الملوخية وأخرى للأرز وثالثة توصل اللبن الجميد ساخناً، والطلاب ينظرون الى بعضهم منبهرين بالمعلّم (المثقف!!)، ولعابُهم يسيل على شكل تلك (الصنابير
أمّا معلم الانجليزي فقد كان أوسع خيالاً حين حدثنا عن سيارة العام 2000 التي سيكون فيها (كبسة) تضغط عليها فتثبت السرعة وتمشي وحدها من دون أن تضغط على (دواسة البنزين)، ولاحقاً اكتشفنا أن هذا المعلم لم ينهك خياله كثيراً فالسيارة كانت قد وصلت وقتها لدول الخليج، ويبدو أنه سمع عنها من أحد أقاربه المغتربين
..
في ذلك الوقت، كان في الجهة الأخرى من العالم، بعض الأشخاص يخططون لاختراع الهاتف الخلوي و(الستلايت) و(الإيميل
..
أتذكر هذه القصة كُلّما جلستُ مع أصدقاء نتأمل فيما وصله العالم من تطورات واختراعات ما كانت لتخطر ببال أحد، ونتساءل ما الذي يفكر به أهل الجهة الأخرى من العالم الآن؟
ما الذي تبقى من فانتازيا يمكن إنتاجها بعد ذلك
ونكتشف أننا لسنا قادرين حتى على تخيل ما يمكن أن يحدث، ولسنا قادرين حتى على تقديم اقتراحات لذلك العالم لينفذها لنا
..
نحن مجرد مُتلقّين فقط.
وحتى حين نتلقى هذه الاختراعات تُرفق لنا معها طريقة استعمالها في كُتيبات بلغةٍ مبسّطةٍ تليق بنا
لأن أستاذ الإنجليزية بلحيته الحمراء الطويلة لم يجد وقتاً لتعليمنا (لغة الكُفّار) كما يجب، وكان مشغولاً بعبقرية حنفيات المطبخ